أوكرانيا.. واشنطن تستأنف المساعدات العسكرية وموسكو تقصف السكك الحديدية

تأتي الضربات على شبكة السكك الحديد الأوكرانية في وقت استأنفت الولايات المتحدة مساعداتها لأوكرانيا التي كانت مُجمّدة بسبب خلافات بين الجمهوريين والديموقراطيين.

أوكرانيا.. واشنطن تستأنف المساعدات العسكرية وموسكو تقصف السكك الحديدية

(Getty Images)

كثفت روسيا ضرباتها على شبكة السكك الحديد الأوكرانية بهدف "شل" الإمدادات العسكرية وبينها المساعدات الغربية، استعدادًا لشن هجوم جديد، حسبما قال مسؤول أمني أوكراني كبير لوكالة "فرانس برس" أمس الجمعة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

و"لشبكة السكك الحديد أهمية حيوية في أوكرانيا"، يقول تقرير الوكالة، "فهي تستخدم لنقل الركاب وأيضًا لأهداف تجارية وعسكرية، خصوصًا أن حركة الملاحة الجوية المدنية متوقفة منذ بدء الغزو الروسي للبلاد" في شباط/فبراير 2022.

وقال المسؤول الأوكراني الذي لم يشأ كشف هويته "إنها اجراءات تقليدية قبل شن هجوم" كبير متوقع خلال الأسابيع المقبلة. وأكد أن الهدف منه "شل الإمدادات ونقل الشحنات العسكرية".

يشار إلى أن شبكة السكك الحديد الأوكرانية تعرضت مرارًا لقصف روسي خلال العامين الماضيين. وطالت الضربات خصوصًا محطات للقطارات مثل محطة كراماتورسك في شرق البلاد في نيسان/أبريل 2022.

وفي الأسابيع الأخيرة، يتابع التقرير، لوحظت زيادة في الضربات على البنى التحتية لشبكة السكك الحديد، ويوم الخميس وحده، أصابت ضرباتٌ هذه البنى التحتية في ثلاث مناطق أوكرانية، وفي منطقة دونيتسك (شرق) التي يقسمها خط الجبهة، قُتل ثلاثة موظفين في شركة أوكرزاليزنيتسيا للسكك الحديد بهجوم على موقع للقطارات، وفي اليوم نفسه، أصيب عشرة مدنيين جراء هجوم صاروخي على محطة بالاكليا للقطارات في منطقة خاركيف (شمال شرق البلاد)، ولحقت أضرار بالبنى التحتية للسكك الحديد في سميلا بمنطقة تشركاسي وسط البلاد".

"قصف قطار يحمل أسلحة"

من جهته، قال الجيش الروسي، الجمعة، إنه قصف "قطارًا يحمل أسلحة غربية ومعدات عسكرية" في بلدة أوداتشنيه في منطقة دونيتسك الأوكرانية (شرق) بالإضافة إلى "قوات ومعدات" عسكرية في بالاكليا.

ورغم أنّ الجيش الروسي لم يحدد تاريخ هذه الضربات، إلا أنه يبدو أنه تحدّث عن تلك التي ذكرتها السلطات الأوكرانية في اليوم السابق.

ومنذ آذار/مارس، كثّفت روسيا ضرباتها على البنى التحتية الأوكرانية، ولا سيما على مواقع للطاقة مدمّرةً العديد منها، ومؤخرًا على شبكة السكك الحديد.

مساعدات أميركية

وتأتي الضربات على شبكة السكك الحديد الأوكرانية في وقت استأنفت الولايات المتحدة مساعداتها لأوكرانيا التي كانت مُجمّدة بسبب خلافات بين الجمهوريين والديموقراطيين.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، عن "حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا بقيمة 6 مليارات دولار"، فيما تسعى واشنطن إلى الإسراع في تسليم المساعدات إلى كييف بعد شهور على تعطل إقرارها في الكونغرس.

وقال المسؤول الأميركي في مؤتمر صحافي "هذه أكبر حزمة مساعدات عسكريّة أعلنّاها حتى الآن".

ويشمل برنامج المساعدة هذا الدفاع الجوي وأنظمة مكافحة الطائرات بلا طيار فضلا عن ذخيرة المدفعية.

تجدر الإشارة إلى أن الأسلحة الغربية تُسلّم إلى أوكرانيا، وخصوصًا ذخيرة المدفعية والأسلحة الدفاعية، بسرية تامة من خلال الدول المجاورة، بخاصة بولندا.

مسؤول عن نقل الركاب في شركة أوكرزاليزنيتسيا الأوكرانية، قال لوكالة فرانس برس، الخميس، إنه لاحظ "زيادة في الهجمات على البنى التحتية للسكك الحديد".

وأضاف "نلاحظ أن الضربات تستهدف الخدمات اللوجستية للسكك الحديد، وتطال بشكل رئيسي مواقع مدنية".

في السياق، حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف الاثنين من أن الوضع على الجبهة الأوكرانية سيسوء حوالى منتصف أيار/مايو وأوائل حزيران/يونيو، وستكون "فترة عصيبة"، مع تزايد المخاوف من هجوم روسي جديد.

كذلك، توقع مسؤولون غربيون أن تكون الأشهر الثلاثة المقبلة "صعبة جدًا" على قوات كييف البرية.

زيلنسكي يرحب

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالمساعدات الأميركية، معتبرًا أن ذلك سيسمح لكييف "بتحقيق استقرار على خط المواجهة".

وفي حديثه في افتتاح اجتماع افتراضي، أشار الرئيس الأوكراني إلى أن تأخير الولايات المتحدة في الموافقة على المساعدة الجديدة كان مكلفًا لكييف. وقال "بينما كنا ننتظر قرارًا بشأن الدعم الأميركي، تمكن الجيش الروسي من أخذ زمام المبادرة في ساحة المعركة".

وأضاف "لا يزال بإمكاننا الآن ليس تحقيق الاستقرار في الجبهة فحسب، لكن أيضًا المضي قدمًا وتحقيق أهدافنا الأوكرانية في الحرب"، مشيرًا إلى أن "المدافعين الأوكرانيين بحاجة إلى دعمكم الكافي وفي الوقت المناسب".

ثاني حزمة مساعدات

وهذه ثاني حزمة يُعلن عنها هذا الأسبوع، بعد الكشف عن مساعدات بقيمة مليار دولار لكييف الأربعاء. وهما جزء من ميزانية المساعدة البالغة قيمتها 61 مليار دولار لكييف والتي أقرها الكونغرس هذا الأسبوع ووقع عليها لاحقًا الرئيس جو بايدن.

المساعدات البالغة قيمتها مليار دولار التي أُعلن عنها الأربعاء ستأتي من مخزونات الجيش الأميركي، أما المعلن عنها الجمعة فستأتي من عقود مع شركات الأسلحة أو من الشركاء، ما يعني أن وصولها إلى ساحة القتال سيستغرق وقتا أطول.

وبعد إصداره الأربعاء، القانون الذي ينص على تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، وعد بايدن بإرسال كميات كبيرة من العتاد وبسرعة.

التعليقات